نظم جناح دولة قطر المُشارك في معرض هانوفر الصناعي الدولي 2023، جلسة نقاشية مشتركة شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين وقادة الصناعة في دولة قطر، بما في ذلك ممثلين عن وكالة ترويج الاستثمار، ومركز قطر للمال، وهيئة المناطق الحرة - قطر، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا
وتناولت الجلسة النقاشية التي تم تنظيمها بالتنسيق بين وكالة ترويج الاستثمار في قطر والرابطة الألمانية الاتحادية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، فرص الاستثمار المتاحة في قطاعيّ التصنيع والتكنولوجيا وسبل تعزيز التعاون في هذين القطاعين، فضلًا عن مناقشة تطورات المشهد الرقمي في دولة قطر، وسبل الاستفادة منها بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تأسيس أعمالها في دولة قطر أو التوسع بها
وخلال الكلمة الافتتاحية للجلسة، أشاد سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر، وكيل وزارة التجارة والصناعة، بالعلاقات التجارية والاستثمارية الوثيقة بين قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية، قائلاً: "تُمثل ألمانيا خامس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1.8 مليار دولار في العام 2022، كما أن الشركات الألمانية العاملة في دولة قطر تؤدي دوراً مهماً في دعم مسيرة التنمية الشاملة للدولة، ويبلغ عددها حالياً 323 شركة
وأضاف سعادته:" عملت دولة قطر خلال السنوات الأخيرة على تطوير قوانين وإصدار تشريعات جديدة، سعت من خلالها إلى دعم الاستثمار الأجنبي المباشر وتوفير بيئة أعمال جاذبة، وبدورها ساعدت هذه التشريعات على تعزيز مكانة الدولة كوجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب ممن يتطلعون لدخول المنطقة، هذا إلى جانب توفير فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة للدولة
وصرح الشيخ علي بن الوليد آل ثاني، الرئيس التنفيذي لوكالة ترويج الاستثمار في قطر، قائلاً: "توفر قطاعات التصنيع والتكنولوجيا الصناعية المتقدمة في قطر فرص استثمار كبيرة، وتتيح الفعاليات العالمية، مثل معرض هانوفر الصناعي الدولي، منصة لنا لعرض هذه القطاعات على مجتمع الأعمال العالمي. كما تسلط مشاركتنا بفعاليات المعرض الضوء على التزام قطر بالتنويع الاقتصادي والابتكار، ونحن نتطلع إلى بناء شراكات جديدة وأوجه للتعاون من شأنها أن تدعم مسيرة النمو والتنمية في بلادنا
ومن جهته، أشاد ماركوس يرغر، الرئيس التنفيذي للرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة، بالعلاقات المتنامية بين البلدين، قائلاً: "تُعتبر الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد الألماني. إنني على يقين بأن مكتبنا في دول مجلس التعاون الخليجي بمدينة الدوحة سيساعد في إطلاق العديد من المشاريع المشتركة الناجحة بين قطر وألمانيا خلال السنوات القادمة، مما سيدعم الاقتصاد في البلدين ويُعزز العلاقات مع قطر كشريك مهم لنا
كما أكد الشيخ سحيم بن سعود بن فهد آل ثاني، مدير علاقات الأعمال الدولية بهيئة المناطق الحرة - قطر: "تقدم قطر العديد من الفرص الواعدة، وتفخر هيئة المناطق الحرة بدعم الدولة ومسيرة نموها المتواصلة وجهودها في مجال التنويع الاقتصادي. توفر المناطق الحرة للشركات العالمية منصة مرنة تتيح لهم الاستفادة من فرص النمو التي تقدمها قطر، واستكشاف أحدث ما توصلت إليه حلول التكنولوجيا
وأفاد الدكتور داني رمضان، مدير الاستثمار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، أن "واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي المنطقة الحرة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تركز على استهداف شركات التكنولوجيا التي تعتمد البحوث والتطوير والابتكار، وتقدم لهم العديد من المزايا. ويسمح لنا موقعنا الفريد ضمن منظومة مؤسسة قطر التي تضم العديد من المعاهد الأكاديمية والبحثية بالتعاون في قطاعات وتخصصات متعددة تندرج تحت قطاع البحوث والتطوير والابتكار
وخلال الجلسة، تحدث ماجد العماري، مساعد تنمية الأعمال في مركز قطر للمال، عن التزام المركز بدعم المستثمرين، قائلاً: "يساهم مركز قطر للمال بشكل كبير في جهود التنويع الاقتصادي بقطر، من خلال جذب شركات متنوعة من حيث الأنشطة وحجم الأعمال، بدءًا من الشركات الناشئة إلى الشركات الضخمة، وتقديم خدمات قانونية وتنظيمية مرنة لهم. ونحن نروج لتبني الابتكار والحلول التكنولوجية لدعم قطر في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي طموح للأعمال والتجارة." وتعليقًا على تطور مكانة دولة قطر كمركز للابتكار والاستثمار، قال محمد الملا، أخصائي علاقات المستثمرين: "إن موقع قطر الاستراتيجي كبوابة للأسواق العالمية، إلى جانب أسعار الطاقة المنخفضة، ونظام الضرائب التنافسي، وبنيتها التحتية الرقمية المتقدمة، تجعلها وجهة جاذبة للشركات التي تتطلع إلى توسيع أعمالها "
وجدير بالذكر أن معرض هانوفر الصناعي الدولي قد انطلق في عام 1947، وهو أحد أكبر المعارض التجارية في العالم في مجال التكنولوجيا الصناعية، ومنصة لعرض أحدث الابتكارات والتوجهات في قطاعيّ التصنيع والتكنولوجيا. ويجذب المعرض 500,6 عارض و000,250 زائر سنويًا من قادة الصناعة والخبراء والشركات من جميع أنحاء العالم، ويتيح الفرصة للتواصل والتفاعل واستكشاف فرص الاستثمار المحتملة. قطاعات التكنولوجيا الصناعية في قطر: بناء المستقبل
يشهد قطاع التكنولوجيا الصناعية في قطر نموًا كبيرًا، حيث تحتضن واحدًا من 14 مركزًا تصنيعيًا متقدمًا على مستوى العالم. ويُعد هذا القطاع محفزًا رئيسيًا للتنويع الاقتصادي، وهو مصنف من بين المجموعة (أ) على مؤشر عوامل تمكين التكنولوجيا الحكومية، الذي يحتفي بالدول التي أنشأت بيئات مواتية للابتكار التكنولوجي الذي تقوده المؤسسات الحكومية. وجدير بالذكر أن بيئة قطر الداعمة للأعمال لا تفرض أي رسوم جمركية أو غيرها على واردات الآلات والمعدات، مما يجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع الاستراتيجي لقطر في منطقة الشرق الأوسط مثالي لشحن البضائع وتقديم الخدمات اللوجستية، وقد ساهمت هذه العوامل في نمو هذا القطاع، علمًا بأن مجال التكنولوجيا الصناعية في قطر مهيأ لمواصلة نجاحه خلال السنوات القادمة.