الاثنين، 4 نوفمبر 2024

قطر تعيد الحياة لمستشفى الرنتيسي في غزة

 

دمره الاحتلال قبل عام وأعيد تأهيله في خضم العدوان..

دمره الاحتلال قبل عام وأعيد تأهيله في خضم العدوان..


مثلما كانت قطر مسرحاً سياسياً واسعاً تعرض فوق خشبته كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، فإن أيدي الخير في قطر لا تتوقف عن مبادراتها الإنسانية الداعمة للفلسطينيين، وقضيتهم العادلة. ففي مبادرة قطرية كريمة، ولفتة إنسانية طيبة في معانيها ورسائلها، أعاد أهل الخير في قطر، تأهيل وإعادة افتتاح مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال في مدينة غزة، والذي كان قد خرج عن الخدمة منذ نوفمبر الماضي، إثر الحرب الاجتثاثية المبرمجة، التي يشنها جيش الاحتلال بمنتهى السادية والوحشية على قطاع غزة.


وبعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة والتطهير التي تشنها دولة الكيان في قطاع غزة، أعادت الأيدي القطرية الكريمة، من خلال مؤسسة «الخير» القطرية، الروح والانتعاش لأول مستشفى تعرض للقصف والتدمير خلال الحرب الهستيرية، إذ لم يتورع جيش الاحتلال عن إزهاق أرواح الأطفال، ولم يسلم حتى الأطفال الخدّج من أذاه وشروره، ففقد كثيرون حياتهم بعد انتزاعهم قسراً من الحاضنات، ومن أحضان أمهاتهم. من وجهة نظر الفلسطينيين، فإعادة تأهيل مستشفى الرنتيسي، خطوة مهمة، سجلت التفافاً ودعماً قطرياً يضاف إلى كل ما يتفرع عن الدعم القطري بشقيه المادي والسياسي لفلسطين وشعبها وقضيتها، الأمر الذي عده فلسطينيون اصطفافا مباركا مع أطفال فلسطين في مواجهة آلة البطش والجبروت الإسرائيلية.


ومن وسط الدمار والركام، أعاد مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية افتتاح مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، وساعات بعد افتتاحه بدأت وفود الأطفال تتدفق إلى المستشفى، إذ تزامنت مناسبة إعادة تأهيله مع انطلاق الجولة الثانية من حملة تطعيم أطفال غزة ضد شلل الأطفال.


يقول وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة ماهر شامية، إن إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى الرنتيسي، بعد عام من إخراجه عن الخدمة وحصاره وتدميره، يأتي في وقت تقف فيه المنظومة الصحية في قطاع غزة على خط الانهيار، مثمناً جهود أهل الخير في قطر، الذين أعادوا الحياة للمستشفى.


وقال شامية: «أعدنا افتتاح اقسام مهمة كالعناية المركزة والأشعة والعلاج الطبيعي، ونعمل على إعادة ترميم أقسام غسل الكلى والأورام والقلب في المرحلة الثانية، وسنعيد لهذا الصرح الطبي قدسيته (يحمل اسم القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي) ورمزيته عند أطفال غزة، باعتباره التخصصي الوحيد للأطفال في قطاع غزة، ونقف احتراماً لهذا الدعم القطري السخي، والذي لم ينقطع يوماً عن دعم فلسطين وأهلها».


ولفت مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة منير البرش، إلى أن مستشفى الرنتيسي للأطفال، كان أول مستشفى تعرض للهدم والتدمير من قبل آلة الاحتلال الحربية قبل أكثر من عام، واليوم نعيد تشغيله رغم عسف الاحتلال وطغيانه.


واستذكر حصار قوات الاحتلال لمستشفى الرنتيسي في الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزة، بذريعة وجود مسلحين بداخله، مشدداً على أن هذه الذرائع سقطت وبان زيفها أمام العالم. وأضاف: «أراد الاحتلال إبادة كل مقومات الحياة أمام الأهل في قطاع غزة، لكن صمود المواطنين أفشل مساعيه ومخططاته، وها نحن اليوم نعيد افتتاح مستشفى الرنتيسي في خضم العدوان، ونشكر أهل الخير في قطر الذين أعادوا لأطفال غزة ملامح الحياة».

الأحد، 3 نوفمبر 2024

أصداء عالمية لجهود قطر في مجال الرعاية الصحية الدقيقة

 


في تقرير وثائقي نشرته رويترز ضمن حلقات الصحة العالمية..

يقود معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، عضو مؤسسة قطر، ثورة في مجال الرعاية الصحية الدقيقة، ترتكز على توفير خدمات الطب الدقيق وتقديم علاجات متناسبة مع الجينات الوراثية لكل مريض. جاء ذلك خلال تقريراً مفصلاً نشرته وكالة «رويترز» العالمية استعرضت فيه الجهود القطرية في مجال الرعاية الصحية الدقيقة التي يقودها معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة. ويهدف المعهد إلى تعزيز فعالية العلاجات وتقليل الآثار الجانبية، بالإضافة إلى التحول نحو سبل الطب الوقائي، وذلك من خلال تخطي النموذج الطبي التقليدي الذي يتبنى مقاربة واحدة لجميع المرضى، بما يتسق مع رؤية قطر الوطنية 2030 ويجعل من الدولة رائدًا على مستوى العالم في مجال الرعاية الصحية الدقيقة.


وفي سياق حلقة من سلسلة حلقات الصحة العالمية الوثائقية لوكالة «رويترز»، شدد الدكتور سعيد إسماعيل، مدير معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة، على التحول الذي يمكن أن يحدثه الطب الدقيق، قائلاً: «نحن نهدف إلى تغيير النمط القائم على علاج الأمراض بعد ظهورها، والاستعاضة عنه بالتركيز على التنبؤ بقابلية الإصابة بها، مما يساهم في إنقاذ الأرواح من خلال التدخل المبكر». ومن شأن هذه المقاربة الابتكارية أن تحدث تغييرات جذرية في أساليب تقديم الرعاية الصحية في قطر والعالم. ويوضح الدكتور إسماعيل كيف تتماشى رسالة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة مع أولويات مؤسسة قطر، التي ينضوي المعهد تحت مظلتها، حيث تُعد الرعاية الصحية الدقيقة من أهم المحاور التي تركز عليها المؤسسة تماشياً مع ركائز الرؤية الوطنية للدولة.



ويقول: «يُعتبر العديد من اللاعبين الرئيسيين ضمن بيئة مؤسسة قطر، بما في ذلك المراكز البحثية والبرامج الوطنية الواسعة النطاق مثل قطر بيوبنك وقطر جينوم، جزءاً أساسياً من هذه الرؤية». وكان معهد للرعاية الصحية الدقيقة عقد مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع منظمات على غرار مؤسسة حمد الطبية، لتنفيذ مشاريع تجريبية في مجال علم الصيدلة الوراثي، مما أتاح للأطباء توفير الأدوية الأكثر ملاءمة للمرضى بناءً على بياناتهم الجينية. كما كان للمعهد دور مؤثر وفاعل في التحالفات الدولية التي تصدت للتحديات الصحية العالمية، مثل بحوث الجينوم الخاصة بكوفيد-19.



وسلط الدكتور حمدي مبارك، رئيس البحوث والشراكات بالمعهد، الضوء على أهمية هذه الشراكات، قائلاً: «يعد التعاون وتبادل المعارف والبيانات مع أعضاء المجتمع الدولي في غاية الأهمية، لأن جوهر عملنا يتمثل في أن نكون جزءًا من عالم العلوم والبحوث المفتوحة».


وشددت الدكتورة راجاء بادجي، الباحثة في مجال المعلوماتية الطبية الحيوية، على أهمية بناء القدرات المحلية، قائلة: «مع توفر البنية التحتية والقيادة الملائمة، سيُتيح لنا الطب الدقيق إمكانية التصدي للتفاوت في مجال تدخلات الرعاية الصحية».


ويواصل معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة جهوده في مجال الطب الدقيق وعقد الشراكات الدولية، تعزيزاً لالتزامه الراسخ في تكريس مكانة قطر كمركز للرعاية الصحية الدقيقة، سيوفر مستقبلاً الرعاية الصحية الاستباقية والمصممة على قياس كل مريض.