دمره الاحتلال قبل عام وأعيد تأهيله في خضم العدوان..
مثلما كانت قطر مسرحاً سياسياً واسعاً تعرض فوق خشبته كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، فإن أيدي الخير في قطر لا تتوقف عن مبادراتها الإنسانية الداعمة للفلسطينيين، وقضيتهم العادلة. ففي مبادرة قطرية كريمة، ولفتة إنسانية طيبة في معانيها ورسائلها، أعاد أهل الخير في قطر، تأهيل وإعادة افتتاح مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال في مدينة غزة، والذي كان قد خرج عن الخدمة منذ نوفمبر الماضي، إثر الحرب الاجتثاثية المبرمجة، التي يشنها جيش الاحتلال بمنتهى السادية والوحشية على قطاع غزة.
وبعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة والتطهير التي تشنها دولة الكيان في قطاع غزة، أعادت الأيدي القطرية الكريمة، من خلال مؤسسة «الخير» القطرية، الروح والانتعاش لأول مستشفى تعرض للقصف والتدمير خلال الحرب الهستيرية، إذ لم يتورع جيش الاحتلال عن إزهاق أرواح الأطفال، ولم يسلم حتى الأطفال الخدّج من أذاه وشروره، ففقد كثيرون حياتهم بعد انتزاعهم قسراً من الحاضنات، ومن أحضان أمهاتهم. من وجهة نظر الفلسطينيين، فإعادة تأهيل مستشفى الرنتيسي، خطوة مهمة، سجلت التفافاً ودعماً قطرياً يضاف إلى كل ما يتفرع عن الدعم القطري بشقيه المادي والسياسي لفلسطين وشعبها وقضيتها، الأمر الذي عده فلسطينيون اصطفافا مباركا مع أطفال فلسطين في مواجهة آلة البطش والجبروت الإسرائيلية.
ومن وسط الدمار والركام، أعاد مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية افتتاح مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، وساعات بعد افتتاحه بدأت وفود الأطفال تتدفق إلى المستشفى، إذ تزامنت مناسبة إعادة تأهيله مع انطلاق الجولة الثانية من حملة تطعيم أطفال غزة ضد شلل الأطفال.
يقول وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة ماهر شامية، إن إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى الرنتيسي، بعد عام من إخراجه عن الخدمة وحصاره وتدميره، يأتي في وقت تقف فيه المنظومة الصحية في قطاع غزة على خط الانهيار، مثمناً جهود أهل الخير في قطر، الذين أعادوا الحياة للمستشفى.
وقال شامية: «أعدنا افتتاح اقسام مهمة كالعناية المركزة والأشعة والعلاج الطبيعي، ونعمل على إعادة ترميم أقسام غسل الكلى والأورام والقلب في المرحلة الثانية، وسنعيد لهذا الصرح الطبي قدسيته (يحمل اسم القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي) ورمزيته عند أطفال غزة، باعتباره التخصصي الوحيد للأطفال في قطاع غزة، ونقف احتراماً لهذا الدعم القطري السخي، والذي لم ينقطع يوماً عن دعم فلسطين وأهلها».
ولفت مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة منير البرش، إلى أن مستشفى الرنتيسي للأطفال، كان أول مستشفى تعرض للهدم والتدمير من قبل آلة الاحتلال الحربية قبل أكثر من عام، واليوم نعيد تشغيله رغم عسف الاحتلال وطغيانه.
واستذكر حصار قوات الاحتلال لمستشفى الرنتيسي في الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزة، بذريعة وجود مسلحين بداخله، مشدداً على أن هذه الذرائع سقطت وبان زيفها أمام العالم. وأضاف: «أراد الاحتلال إبادة كل مقومات الحياة أمام الأهل في قطاع غزة، لكن صمود المواطنين أفشل مساعيه ومخططاته، وها نحن اليوم نعيد افتتاح مستشفى الرنتيسي في خضم العدوان، ونشكر أهل الخير في قطر الذين أعادوا لأطفال غزة ملامح الحياة».