يقود معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، عضو مؤسسة قطر، ثورة في مجال الرعاية الصحية الدقيقة، ترتكز على توفير خدمات الطب الدقيق وتقديم علاجات متناسبة مع الجينات الوراثية لكل مريض. جاء ذلك خلال تقريراً مفصلاً نشرته وكالة «رويترز» العالمية استعرضت فيه الجهود القطرية في مجال الرعاية الصحية الدقيقة التي يقودها معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة. ويهدف المعهد إلى تعزيز فعالية العلاجات وتقليل الآثار الجانبية، بالإضافة إلى التحول نحو سبل الطب الوقائي، وذلك من خلال تخطي النموذج الطبي التقليدي الذي يتبنى مقاربة واحدة لجميع المرضى، بما يتسق مع رؤية قطر الوطنية 2030 ويجعل من الدولة رائدًا على مستوى العالم في مجال الرعاية الصحية الدقيقة.
وفي سياق حلقة من سلسلة حلقات الصحة العالمية الوثائقية لوكالة «رويترز»، شدد الدكتور سعيد إسماعيل، مدير معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة، على التحول الذي يمكن أن يحدثه الطب الدقيق، قائلاً: «نحن نهدف إلى تغيير النمط القائم على علاج الأمراض بعد ظهورها، والاستعاضة عنه بالتركيز على التنبؤ بقابلية الإصابة بها، مما يساهم في إنقاذ الأرواح من خلال التدخل المبكر». ومن شأن هذه المقاربة الابتكارية أن تحدث تغييرات جذرية في أساليب تقديم الرعاية الصحية في قطر والعالم. ويوضح الدكتور إسماعيل كيف تتماشى رسالة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة مع أولويات مؤسسة قطر، التي ينضوي المعهد تحت مظلتها، حيث تُعد الرعاية الصحية الدقيقة من أهم المحاور التي تركز عليها المؤسسة تماشياً مع ركائز الرؤية الوطنية للدولة.
ويقول: «يُعتبر العديد من اللاعبين الرئيسيين ضمن بيئة مؤسسة قطر، بما في ذلك المراكز البحثية والبرامج الوطنية الواسعة النطاق مثل قطر بيوبنك وقطر جينوم، جزءاً أساسياً من هذه الرؤية». وكان معهد للرعاية الصحية الدقيقة عقد مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع منظمات على غرار مؤسسة حمد الطبية، لتنفيذ مشاريع تجريبية في مجال علم الصيدلة الوراثي، مما أتاح للأطباء توفير الأدوية الأكثر ملاءمة للمرضى بناءً على بياناتهم الجينية. كما كان للمعهد دور مؤثر وفاعل في التحالفات الدولية التي تصدت للتحديات الصحية العالمية، مثل بحوث الجينوم الخاصة بكوفيد-19.
وسلط الدكتور حمدي مبارك، رئيس البحوث والشراكات بالمعهد، الضوء على أهمية هذه الشراكات، قائلاً: «يعد التعاون وتبادل المعارف والبيانات مع أعضاء المجتمع الدولي في غاية الأهمية، لأن جوهر عملنا يتمثل في أن نكون جزءًا من عالم العلوم والبحوث المفتوحة».
وشددت الدكتورة راجاء بادجي، الباحثة في مجال المعلوماتية الطبية الحيوية، على أهمية بناء القدرات المحلية، قائلة: «مع توفر البنية التحتية والقيادة الملائمة، سيُتيح لنا الطب الدقيق إمكانية التصدي للتفاوت في مجال تدخلات الرعاية الصحية».
ويواصل معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة جهوده في مجال الطب الدقيق وعقد الشراكات الدولية، تعزيزاً لالتزامه الراسخ في تكريس مكانة قطر كمركز للرعاية الصحية الدقيقة، سيوفر مستقبلاً الرعاية الصحية الاستباقية والمصممة على قياس كل مريض.