تعتبر زخة شهب إيتا الدلويات من الظواهر الفلكية المميزة التي يتابعها علماء الفلك والمهتمون بهذا المجال، وستحظى دولة قطر بفرصة فريدة لمشاهدتها ورصدها بالعين المجردة، حيث ستصل ذروتها مساء بعد غد الجمعة 15 من شهر شوال 1444هـ، الموافق 5 من مايو 2023م، وستمتد حتى بزوغ فجر يوم السبت 6 من مايو 2023م.
وتشير ذروة زخة شهب إيتا الدلويات إلى الوقت الذي يتزامن فيه تدفق محدد من الشهب بالساعة، وقد وصلت تقديرات خبراء الفلك المتخصصين في رصد الشهب بأن معدل سقوط هذا النوع من الشهب يصل إلى 50 شهابًا في الساعة، ما يجعلها زخة شهب مميزة، ويمكن رؤيتها من قبل سكان دولة قطر دون الحاجة إلى أجهزة أو تليسكوبات فلكية.
قد يتسائل البعض عن ماهية الشهب وكيفية حدوثها، ويجيب الدكتور بشير مرزوق، الخبير الفلكي بدار التقويم القطري، بأن الشهب هي عبارة عن حبيبات غبار تعود لمذنبات تدور حول الشمس، وعندما يقترب المذنب من الشمس، يرتفع ضغط الهواء على الجليد الموجود على سطح المذنب ما يجعلهم يتساقطون نحو الارض. ويتكوّن الشهب عندما تكون هذه الحبيبات داخل الغلاف الجوي للأرض، ويتفاعل الهواء مع الحبيبات وينتج عنها الضوء و تأثر هذا الضوء بالغلاف الجوي يعطي نتيجة تفنن مذهل في الألوان والأشكال.
ويمكن رصد زخة شهب إيتا الدلويات ومشاهدتها على الأفق الجنوبي الشرقي لسماء دولة قطر، وذلك بمجرد أخذ بعين الاعتبار بعدم وجود تلوث بيئي أو ضوء اصطناعي، ويمكن استخدام الكاميرات الرقمية لتصوير هذه الظاهرة والحصول على صور فريدة ومميزة منها , ولا يمكننا إغفال المذنب "هالي" الذي يعد مصدر حدوث زخة شهب إيتا الدلويات، تلك الزيارة التي تتكرر كل 76 عاما، وتتزامن مع مرور الأرض بالقرب من حبيبات الغبار التي خلفها المذنب. يؤكد العلماء أنه يمكن رصد مذنب هالي من على سطح الأرض كل 76 عاما، وكان آخر ظهور له في عام 1986، علماً بأن الزيارة القادمة منتظرة في عام 2062
وعلى الرغم من أن زخة شهب إيتا الدلويات ليست ظاهرة نادرة، فقد أثارت اهتمام الكثير من الناس، سواء من المتخصصين في الفضاء والفلك أو من عشاق هذا العلم الممتع، و نتمنى من الجميع الاستمتاع برصدها ومشاهدتها.