تشكل هذه المعارض أرضية خصبة للتعرف على كل ما هو جديد ومختلف، وخلق منصة تفاعل بين الزوار، والمنظمين، والنقاد، وبين الفنانين أنفسهم، على حد سواء، فيما تغطي هذه المعارض مجموعة كبيرة من الاهتمامات؛ بما فيها الفن المعاصر، والتاريخ الطبيعي، وفن جمع المقتنيات تستعد متاحف قطر خلال الشهر الجاري، لإطلاق ثلاثة معارض فنية، تسهم في تحفيز القدرات، وتنمية الخيال، وفتح الآفاق أمام كل من يرى في نفسه القدرة والكفاءة على ابتكار الأفضل والأجمل.
وتأتي هذه المعارض ضمن سلسلة معارض متاحف قطر خلال ربيع 2021، ومنها معرض "قادر عطية: عن الصمت"، الذي سيتم تدشينه غدا، ومعرض "مالول3" وسيتم تدشينه خلال الشهر الجاري، إلى جانب معرض "حكايات بقر البحر: رحلات في مروج الأعماق" الذي سيتم تدشينه في 30 الجاري بمتحف قطر الوطني.وساط متعددة
يعد معرض "قادر عطية: عن الصمت" معرضاً فردياً مخصصاً لأعمال الفنان الجزائري - الفرنسي قادر العطية خلال العقدين الماضيين، حيث سيشمل المعرض مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة، بما فيها معروضات خاصة بموقع العرض، ومنحوتات، وكولاج، ورسومات، وفيديوهات، وصوراً فوتوغرافية، وسيتناول المعرض"، الذي يحتضنه المتحف العربي للفن الحديث "متحف"، موضوعات متعلقة بمخلفات ما بعد الاستعمار والعقود التي تلتها من "الإصلاح" النفسي على المستوى الاجتماعي والفردي، ويهدف الفنان من خلال ذلك إلى إثارة التجربة العاطفية والجسدية للجمهور أثناء تفاعله مع الأعمال الفنية على مستويات مختلفة؛ تُرى من الأعلى، ومن الأسفل، ومن الداخل، ولكن نادراً ما تكون مباشرة.
ويعمل قادر عطية مع وسائط فنية متعددة بما في ذلك التصوير والفيديو والنحت والرسم والأعمال التركيبية، وتشكل المفاهيم الجمالية والأخلاقية مجاله الحيوي وتتميز مقاربته لها بالشعرية والرمزية معايناً هيمنة الثقافة الغربية والاستعمار على المجتمعات غير الغربية.
كنوز تراثية
أما محبو جمع المقتنيات القديمة، فسيستمتعون بما يرويه معرض "مال لوّل3" من قصص جامعي المقتنيات في عرض مقتنياتهم الخاصة، وسيُلقي المعرض، الذي يفتتح خلال الشهر الجاري في متحف قطر الوطني، الضوء على شغف محبي جمع المقتنيات بالفن، والثقافة، والتراث، وقد ساهم معرض مال لوّل، باعتباره منصة تجمّع لهواة جمع المقتنيات من الأفراد، في دعم هذا النوع من النشاط وتعزيزه في دولة قطر.
وسوف يشارك بالمعرض (26) هاويا قطريا لعرض جميع التحف والقطع الأثرية، وسبق ذلك المعرض الافتراضي "مال لول 3" الذي أتاح الفرصة لمحبي وهواة جمع المقتنيات القديمة بإرسال صور مجموعاتهم عبر الإنترنت لعرضها لاحقاً أمام الجمهور، وشارك في المعرض الافتراضي 26 هاوياً قطرياً من جامعي المقتنيات الخاصة.
حكايات بحرية
وفي إطار اهتمامها بكل ما يتعلق بعلوم الحياة والطبيعة، وانطلاقاً من حرصها على أهمية المحافظة على الثروة المائية، تقيم متاحف قطر بالتعاون مع إكسون موبيل للأبحاث قطر، معرضاً خاصاً عن بقرة البحر (الأطوم) تحت عنوان: "حكايات بقر البحر: رحلات في مروج الأعماق"، في 30 مارس الجاري وذلك بمتحف قطر الوطني.
ويأتي هذا المعرض لكون الخليج العربي يعد ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا، وتم مؤخراً تسجيل أكبر عدد تجمع لتلك الحيوانات في العالم مقابل سواحل دولة قطر، حيث عاشت هذه الثدييات البحرية الكبيرة في المياه القطرية لأكثر من 7500 عام، واحتوى القطيع الواحد على (600 إلى 700 من أبقار البحر)، ولأن بقرة البحر (الأطوم) تحمل أهمية ثقافية وبيئية خاصة، تم اختيارها لتكون التميمة الرسمية لمتحف قطر الوطني.
تمديد المعارض
إلى جانب المعارض الجديدة، تم تمديد معرضين من معارض الموسم الفائت بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك إفساحاً للمجال أمام عدد أكبر من الجمهور لزيارتها، ومنها معرض "زمن رمادي الدورة الخامسة من برنامج إقامة الفنانين" الذي يُشكل اختتام الدورة الخامسة لبرنامج الإقامة الفنية في مطافئ: مقر الفنانين، حيث يستمر المعرض الذي يُقام في جراج جاليري، في مطافئ: مقر الفنانين حتى 24 يوليو المقبل، إضافة إلى ذلك معرض "عين الصقر: في ذكرى الشيخ سعود آل ثاني" الذي يحتفي بالإنجازات البارزة لأحد أهم جامعي الفنون في قطر والذي يرجع له الفضل الكبير في وضع حجر الأساس الذي قامت عليه المجموعات الفنية في متاحف قطر، بمتحف الفن الإسلامي.
ويضم المعرض، الذي يستمر حتى 10 أبريل المقبل، أكثر من ( 300 ) قطعة فنية تتنوع بين أحافير تعود لعصور ما قبل التاريخ، وآثار مصرية قديمة، ولوحات استشراقية، وروائع من الصور الفوتوغرافية التي توثِّق أزمنة مختلفة، وتُعرَض بطريقة مبهرة تعكس مفهوم "حُجر العجائب" القديم لتعكس بذلك ولع الشيخ سعود بالتاريخ الطبيعي والفنون.