السفير عمار البوسعيدي: لقاء سمو الأمير وأخيه جلالة السلطان تأكيد على عمق العلاقة الأخوية
شارك عدد كبير من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء في الاحتفال الذي نظمته سفارة سلطنة عُمان بدولة قطر، بمناسبة اليوم الوطني لسلطنة عمان، حيث حضر الاحتفال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الاعمال القطريين، وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي، سعادة السيد غانم بن شاهين بن غانم الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، سعادة السيد محمد بن علي بن محمد المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سعادة السيد عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية وزير البلدية، وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وأكد سعادة السفير السيد عمار بن عبدالله بن سلطان البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى دولة قطر، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني المجيد للسلطنة، عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين. وقال سعادة السفير إن سلطنة عمان تشرفت هذا العام باستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله ورعاه- أمير دولة قطر في زيارة دولة إلى سلطنة عُمان للقاء أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- حيث تأتي هذه الزيارة تأكيداً على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، وقد أرسى هذا اللقاء دعائم العمل المشترك للمرحلة القادمة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية بين بلدينا الشقيقين.
وأوضح سعادته أن آخر الاحصاءات تشير إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة إلى 1.7 مليار دولار خلال عام 2024م، عن 1.4 مليار دولار في عام 2023م، إلى جانب توقيع عدد من الشراكات الاقتصادية بين الجانبين والتي من شأنها تعزيز التبادل التجاري وتنمية الصادرات وبناء استثمارات جديدة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
- إنجازات ومستقبل أكثر ازدهارًا
ورحب سعادة سفير سلطنة عُمان لدى دولة قطر بالحضور من أصحاب المعالي، أصحاب السعادة السفراء، الحضور الكريم، معربا عن تقديره البالغ لمشاركتهم في هذه المناسبة الغالية. مناسبة اليوم الوطني المجيد، والتي تأتي لتجسد احتفاء سلطنة عُمان بتاريخها العريق الممتد منذ تأسيس الدولة البوسعيدية في العشرين من نوفمبر عام 1744م، حين وحَّدَ الإمامُ المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي راية الوطن، وأرسى أسس الدولة العُمانية الحديثة القائمة على السيادة والوحدة والكرامة. وهي مناسبة لتكريم سلاطين عُمانَ الذين تعاقبوا على حمل الأمانة بإخلاص واقتدار، فحافظوا على وحدة البلاد وازدهارها، ورسخوا حضورَها الحضاري والإنساني في محيطها الإقليمي والدولي.
وقال سعادته: إننا في هذا اليوم الوطني المجيد نحتفي بمسيرة وطننا العزيز سلطنة عُمان، وبما تحقق من منجزات شامخة منذ انطلاق النهضة المباركة عامَ 1970، التي أرسى دعائمَها المغفورُ له جلالةُ السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وتواصلُ اليومَ مسيرتَها المظفَّرةَ بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – برؤية متجددة تُوازن بين الأصالة والتحديث، وتستشرف مستقبلًا أكثر ازدهارًا واستدامة.
- نهج دبلوماسي حكيم
وأكد أن سلطنة عُمان أرست نهجًا دبلوماسيًا راسخًا يقوم على الحياد الإيجابي والتوازن والحوار واحترام ميثاقِ الأمم المتحدة والقانون الدولي، داعية إلى تغليب صوت الحكمة واحتواء التصعيد في المنطقة، واعتماد الوسائل السلمية لتسوية النزاعات دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، حيث تؤكد سلطنة عُمان دائماً على أهمية اضطلاع مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة بمسؤولياته في صون الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة للشعوب.
وقال: وفي هذا المقام تُجدد سلطنةُ عُمان موقفها الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى العمل الجاد لتحقيق حل الدولتين باعتباره الطريق العادل والوحيد لإرساء سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، مؤكدة أن ما دون ذلك لا يعدو كونَه حلولًا وقتيةً لا تخدم المصلحة الجماعية ولا تُحقق الاستقرار المنشود.
وأضاف: «ترى سلطنة عُمان في التوقف المؤقت للأعمال العسكرية فرصة لإحياء المسار السياسي واستئناف الحوار الجاد وصولًا إلى سلام عادل يضمن الحقوق المشروعة للجميع ويرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تؤكد سلطنة عُمان موقفها الثابت برفض الاعتداءات على سيادة الدول، ودعمها لكل جهد يسهم في التهدئة والحوار وحماية المدنيين. وأوضح أن سلطنة عُمان ترى أنَّ مواجهةَ التحدياتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والبيئيةِ العالمية تتطلّبُ تضامنًا دوليًا حقيقيًا، قوامُه العدالةُ والتعاونُ واحترامُ القانونِ الدولي، بعيدًا عن ازدواجيةِ المعايير أو منطقِ القوة.
- مسيرة طموحة لتحقيق رؤية عُمان 2040
وأشار سعادة السفير إلى أن سلطنة عُمان تواصل، بقيادةِ جلالةِ السلطانِ المعظَّم، مسيرتَها الطموحةَ نحو تحقيقِ رؤيةِ عُمان 2040، التي تُجسد طموحَ الدولةِ لبناءِ اقتصادٍ متنوعٍ ومجتمعٍ مزدهرٍ ومؤسساتٍ فعّالةٍ حديثة، حيث شهد عام 2025 خطواتٍ نوعيةً في التحديث الاقتصادي والمالي، شملت تعزيزَ كفاءةِ الإنفاقِ العام، ورفعَ التصنيفِ الائتماني إلى درجةِ الاستثمار، وتوقيعَ اتفاقياتٍ دوليةٍ لدعمِ الابتكارِ وريادةِ الأعمال، إلى جانبِ الاستعدادِ لتطبيقِ نظامٍ دخل ضريبي تصاعدي يهدفُ إلى تحقيق مبدأ العدالةِ الاجتماعية وتنويعِ الإيرادات. كما تجاوزت مساهمةُ الأنشطةِ غيرِ النفطيةِ 65% من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفض الدينُ العام إلى نحو 35%، مما يعكسُ صلابةَ الاقتصادِ العُمانيِّ وثقةَ المؤسساتِ الدولية في أدائه.
وأضاف: وفي مجالِ الاستدامةِ البيئية، تمضي سلطنةُ عُمان نحو تحقيقِ الحيادِ الصفري الكربوني بحلول 2050، من خلال مشاريع طموحة للهيدروجينِ الأخضر والطاقةِ المتجددة. فقد أُنشئ مركزُ عُمان للحيادِ الصفري لتنسيقِ الجهودِ الوطنية، وأطلقنا سياساتٍ جديدةً للتداولِ الكربوني وشهاداتِ الكفاءةِ البيئية. كما ارتفع عدد المحمياتِ الطبيعيةِ إلى 31 موقعًا بيئيًا، وتم زرع أكثرُ من ثلاثةِ ملايين شجرة، تأكيدًا لالتزامِنا بحمايةِ البيئةِ وصونِ المواردِ للأجيالِ القادمة. وقال سعادة السفير السيد عمار بن عبدالله بن سلطان البوسعيدي إن ما نعيشهُ اليومَ هو استمرار لمسيرةٍ وطنيةٍ راسخةٍ قوامُها الإخلاصُ والإنجازُ، وتطلُّعٌ إلى مستقبلٍ مشرقٍ تُسهمُ فيه عُمانُ بفاعلية في صناعةِ السلامِ وبناءِ الحضارةِ الإنسانية.
وأكد أن سلطنةُ عُمان، في ظل القيادةِ الحكيمةِ لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظَّم، تمضي بثقة نحوَ تحقيقِ تطلعاتِها الوطنية ورؤيتِها الاستراتيجية، تُعززُ التوازنَ بين التنميةِ والبيئة، وتُكرسُ قيمَ العدالةِ والتسامحِ، وتغرسُ في أبنائِها الإيمانَ بالعملِ والمستقبل.
وفي ختام كلمته جدد سعادة السفير الشكرَ والتقديرَ للحضور لمشاركتِهم الاحتفال والفرحة باليومِ الوطني المجيد لسلطنة عمان، معربا عن امتنانه لما تحظى به بعثةُ سلطنةِ عُمان من تعاونٍ ودعمٍ كريمٍ من قِبلِ وزارةِ الخارجيةِ في دولة قطر الشقيقة، ومختلفِ الجهاتِ الحكوميةِ والخاصة، وكذلك للرعاةِ الرسميين الذين أسهموا في إنجاحِ هذا الاحتفالِ الوطني، راجينَ للجميعِ دوامَ التوفيقِ والازدهار.

0 Comments: