![]() |
احتفال قطر الخيرية باليوم العالمي للعمل الانساني |
قطر الخيرية تختار الاستدامة منهجاً.. والعاملون هم الضمانة
في التاسع عشر من أغسطس، يتوقف العالم لحظةً أمام ملايين القصص التي تروي جانباً من معاناة إنسانية، ويسلِّط الضوء على من وقفوا على خطوط المواجهة ليخففوا من وطأة الكوارث والدمار منظمات إنسانية، أطباء ومتطوعون عملوا في صمت، وكثيرٌ منهم لم يعد حتى إلى بيته.
هذا اليوم، الذي أقرّته الأمم المتحدة ليكون «اليوم العالمي للعمل الإنساني»، لا يكتفي بذكر المآثر، بل يدعو إلى إعادة التفكير في كيفية جعل العمل الإنساني أكثر أمانًا واستدامةً وتأثيرًا دائمًا.
وككل سنة تحتفل قطر الخيرية بهذا اليوم العالمي إيمانا منها بأهمية الرسالة الإنسانية في كل بقاع العالم فالهدف هو الإنسان أينما كان.
- تمكين دائم
حين نقول «استدامة» في سياق الإغاثة والتنمية، لا نعني مجرد تكرار التوزيعات الموسمية، بل نُشير إلى انتقال من منطق «الإعاشة» إلى منطق «التمكين».
قطر الخيرية اعتمدت هذا المفهوم عمليًا في عدة مشاريع مثل دعم المشاريع الصغيرة وتوفير معدات وتمويل مشاريع صغرى وتمكين النساء كتوفير ماكينات خياطة.
هذه الخطوة من «تقديم مساعدات» إلى «التمكين» تبني أساسًا اقتصاديًا واجتماعيًا يَمنح الأسر أدوات العيش والكرامة على المدى الطويل: مدارس، منشآت صحية، وحدات سكنية، برامج تدريب مهني، ودعم لبدء مشاريع صغيرة.
- شراكات إستراتيجية
الاستدامة الحقيقية تحتاج قدرة تنفيذية ميدانية واسعة وشراكات استراتيجية، حيث تعمل قطر الخيرية عبر شبكة مكاتب ميدانية وشركاء محليين دوليين، وتُنفّذ برامج طالت عشرات الملايين من المستفيدين عبر مجالات الإغاثة والتنمية. تعاونها الاستراتيجي مع مؤسسات أممية مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على سبيل المثال، تجلَّى في دعم مادي وتقني استهدف ملايين اللاجئين والنازحين في مناطق متعددة وهو تعاونٌ لم يقتصر على المال فقط، بل شمل آليات مراقبة ومتابعة ميدانية لتعزيز فاعلية المشاريع واستمراريتها.
- رأس المال البشري
لا قيمة لأي مشروعٍ إن لم يكن خلفه فريقٌ قادر ومهيأ لمواجهة ظروف العمل الحقيقية: أمطار، برد، أخطار ضغوطات. وقد أدركت قطر الخيرية مبكرًا أن استدامة العمل مرتبطة مباشرة بجاهزية العاملين وسلامتهم ومهاراتهم، حيث يتم تنظيم دورات متخصصة في السلامة والأمن والإسعافات الأولية والتدريب الطبي، ومنها برامج طبية في شمال سوريا بدعم من منظمات صحية دولية، إضافة إلى ورش لرفع كفاءة العاملين في مجالات مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال لضمان امتثال المشاريع للمعايير الدولية.
كما أطلقت «ازدهار» حاضنة للمبادرات والتطوع لتدريب وتنظيم المتطوعين، وبناء قاعدة لربط المبادرات بالمجتمع والمؤسسات، حيث سجّلت الحاضنة أكثر من 25 ألف متطوع مسجّل ووفّرت برامج تدريبية متنوعة لتطوير مهارات القيادات الشبابية وإدارة المشاريع التطوعية.
قطر الخيرية، بمنهجها الذي يضع الاستدامة في صلب المشاريع وبتركيزها على تدريب ودعم المتطوعين والكوادر الميدانية، تقدم صورة واضحة عن كيف يمكن للمنظمات أن تُعيد صياغة العمل الإنساني من استجابةٍ مؤقتةٍ إلى تحويلٍ دائمٍ في حياة الناس. ففي النهاية، الاستدامة ليست مشروعًا، بل عهد، عهدٌ أن نحافظ على ماء يُشرب، مدرسة تُبقى مفتوحة، ومجتمعٍ يملك أدواته للحفاظ على كرامته.
- التزام ثابت بدعم الإنسانية
وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني تؤكد قطر الخيرية التزامها الثابت بدعم الإنسانية أينما كانت الحاجة ملحة والعمل بلا كلل لتقديم المساعدة للمحتاجين والنازحين والمرضى والمتضررين من الكوارث والأزمات. فهي تؤمن أن العمل الإنساني ليس مجرد واجب، بل رسالة إنسانية مشتركة تجمعنا حول قيم العطاء والتضامن والأمل. وفي هذا اليوم توجه قطر الخيرية تحية إجلال لكل العاملين في الصفوف الأمامية للإنسانية، ممن يضحون بوقتهم وجهدهم من أجل حياة أفضل للآخرين وتجدد عزمها على مواصلة جهودها لتعزيز الأمل وتخفيف المعانة وبناء مستقبل أكثر إنسانية وعدلا للجميع.
0 Comments: