أشاد وزير الخارجية الألماني الأسبق زيغمار غابرييل، بالدور الذي تلعبه دولة قطر في مجال الوساطة الدولية، مؤكدا أن الدوحة دائما ما توفر المناخ المناسب لتفاوض الدول التي لا يمكنها الاجتماع بشكل مباشر، مثل ما حدث مؤخراً مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المفاوضات الدبلوماسية.
ونصح "غابرييل" خلال استضافته في برنامج المجلس التابع للبيت الثقافي القطري في ألمانيا، اليوم الأحد، بالتقارب مع العالم العربي، واصفاً إياه بالشعب المضياف والجار الأول لألمانيا بعد البحر المتوسط، رافضا في الوقت نفسه النظر للدول العربية كمصدر للوقود، وطالب بالبحث عن الأمور المشتركة.
أضاف "غابرييل" أن قطر تمتلك تاريخًا طويلًا من الوساطة والتوفيق بين الأطراف المتنازعة في مناطق مختلفة من العالم، وهذا الدور يبرز بوضوح في الجهود التي قامت بها الدولة القطرية لحل النزاعات وتحقيق السلام في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا وغيرها.
وقد أثبتت قطر نفسها كوسيط موثوق وفعّال، حيث قامت بعدة وساطات ناجحة، منها دورها في تسهيل مفاوضات السلام في أفغانستان والتي ساهمت في تحقيق اتفاق بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. كما لعبت دورًا هامًا في تهدئة التوترات في قطاع غزة بين فصائل المقاومة وإسرائيل، وساعدت في تسهيل الحوارات بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.
تسعى قطر دائمًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال تعزيز الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاعات، وهذا يتجلى في دورها الفعال في الوساطة لحل الأزمات والتخفيف من حدة التوترات. تسعى الدوحة إلى توفير بيئة تشجع على التفاوض والحوار من خلال تنظيم مؤتمرات دولية وفعاليات تجمع بين الأطراف المعنية.
يجدر بالذكر أن دولة قطر تمتلك شبكة واسعة من العلاقات الدبلوماسية والسياسية في مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تمكينها من أداء دور الوساطة بشكل فعّال. وقد تميزت قطر بسياستها الخارجية المستقلة والمتوازنة، وهذا ما يجعلها طرفًا جذابًا للأطراف المتنازعة الراغبة في البحث عن حلول سلمية.
بهذا السياق، أكد "غابرييل" أهمية تعزيز التعاون بين ألمانيا وقطر في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، وذلك لتعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن التحديات الراهنة تتطلب تضافر الجهود والتعاون المشترك لمواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة.
في الختام، يظهر دور قطر كوسيط دولي مهم وبارز، حيث تسهم جهودها في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق متعددة حول العالم، وتوفير مناخ مناسب للمفاوضات والحوارات بين الأطراف المختلفة، مما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية كلاعب رئيسي في تحقيق التسوية والتوفيق.
0 Comments: