تعتزم كل من قطر والإمارات إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارتين وذلك بعد أكثر من عامين من إنهاء دول عربية مقاطعة الدوحة وفي خضم مصالحات عديدة تشهدها المنطقة وفي اطار جهود لطي صفحة الخلافات التي تفجرت في 2017. وقال مسؤول إماراتي في بيان "في الوقت الحالي، يجري تنشيط العلاقات الدبلوماسية بما يشمل إعادة فتح سفارتي البلدين". وتوقع مسؤول خليجي إعادة فتح السفارتين وتعيين سفيرين جديدين بحلول منتصف يونيو/حزيران. وقال مصدر ثالث إن العلاقات الدبلوماسية ستستأنف بالكامل في غضون أسابيع
ولم تعين أبوظبي سفيرا لها لدى قطر حتى الآن، على الرغم من استعادة روابط السفر والتجارة بين الإمارات وقطر لكن جهود بناء الثقة بين البلدين لم تتوقف منذ المصالحة الخليجية. وكانت البحرين والسعودية والإمارات ومصر قطعت علاقاتها مع قطر في 2017 على خلفية اتهامها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، آخذة عليها تقرّبها من إيران، قبل توقيع اتفاق مصالحة في العلا في كانون الثاني/يناير 2021. وكانت الرياض والقاهرة أول من أعادتا تعيين سفيرين إلى الدوحة في عام 2021 بعد اتفاق قادته السعودية لإنهاء الخلاف، في حين أعلنت البحرين الأسبوع الماضي أنها قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية
ويأتي التقارب الخليجي في خضم جهود دبلوماسية إقليمية لحلحلة أزمات المنطقة، خصوصا بعد اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات. وقال المسؤول الإماراتي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "السياسة الخارجية لدولة الإمارات تركز بشكل أساسي على بناء الجسور والتعاون الاقتصادي وخفض التصعيد في المنطقة", وقال المسؤول الخليجي الآخر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المسؤولين القطريين والإماراتيين وافقوا أواخر الشهر الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإن أبوظبي أبلغت الدوحة باسم مبعوثها. وأضاف المسؤول أن قطر لم تفعل المثل بعد. وفي العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، وضع عمال أرصفة جديدة أمام القسم القنصلي بسفارة الإمارات، ويبدو أن أشجار نخيل زُرعت في الحديقة في الآونة الأخيرة. وعلى الجانب المقابل من الشارع نفسه، بدا مبنى آخر تابع لسفارة الإمارات مهجورا إذ تُركت حديقته دون تشذيب ونوافذ طابقه العلوي مفتوحة
وكان رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ادى في مايو/ايار الماضي أول زيارة لقطر بعد المقاطعة حيث هدفت تلك الزيارة لتعزيز العلاقات وتدشين مرحلة جديدة أكثر متانة ودعم منظومة العمل الخليجي. وفي يونيو/حزيران الماضي التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في الدوحة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وذكر بيان للديوان الأميري حينها أن الشيخ طحنون وأمير قطر بحثا تعزيز العلاقات وعددا من التطورات الدولية والإقليمية الأخيرة ذات الاهتمام المشترك دون الخوض في تفاصيل أخرى
وتاتي الجهود الاماراتية لتعزيز الاستقرار في منطقة الخليج ما سيسمح بايجاد مجال لتحقيق التنمية والرفاع للشعوب الخليجية . وتعمل الإمارات على أكثر من جبهة لدعم استقرار المنطقة وإنهاء حالة التوتر الدائم مع إيران من دون التخلي عن حقوق ومطالب خليجية مشروعة حيث ايدت ابوظبي الاتفاق السعودي الايراني واعتبرته خطوة هامة لصالح شعوب المنطقة.
0 Comments: