الأربعاء، 8 فبراير 2023

"قطر تقرأ" حملة وطنية لزيادة الوعي وتحقيق أحد أهداف "رؤية قطر 2030"

قطر تقرا

 تعد قطر دولة شغوفة بالقراءة فهناك ثروة من الكتب والمعرفة تزخر بها عشرات المكتبات. وفي حلقة جديدة من برنامج قطر 365 تأخذكم يورونيوز في رحلة لاكتشاف مبادرات جديدة في الدولة من أجل جعل القراءة متاحة وممتعة للأفراد من جميع الأعمار. تعد القراءة والتعليم إحدى الركائز الأساسية لرؤية قطر 2030، وتساعد حملة "قطر تقرأ"  وهي حملة قراءة وطنية في تحقيق هذا الهدف من خلال  تزويد كل طفل في كل مرحلة من مراحل حياتهم بالأدوات اللازمة لتمكين من قراءة الكتب

تقول ندى بهزاد وهي مديرة تطوير البرامج في "قطر تقرأ" إن القراءة العائلية هي برنامج رائد في مشروع قطر تقرأ إذ  يضم أكثر من 1100 طفل مشترك. ويهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة واختيار الكتب التي تناسب  مختلف الفئات العمرية. وتعمل حملة "قطر تقرأ" على تسليم الأطفال كل شهر حزمة من كتابين إما باللغة الإنجليزية أو العربية، أو كتابا واحدا من كل لغة بالإضافة إلى قصص مصورة من أجل غرس حب القراة لديهم

البرنامج جديد نسبيًا لكنه يشهد  نتائج إيجابية مع فوائد طويلة الأجل. وترى المسؤولة عن البرنامج أن هناك زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين يستمتعون بالقراءة قائلة "إنها عادة يومية وأحد أهم الأشياء بالنسبة لنا هو أنه أصبح نشاطًا عائليًا يشارك فيه الوالدان والأشقاء". موضحة "أننا لا نشرك الأطفال فقط بل المجتمع بأكمله ونبين لهم كيف أن القراءة هي المفتاح والسلاح لمستقبل مزدهر"

من اشتراكات الكتاب إلى نوادي الكتاب الشهرية كذلك، تشجع مبادرات أخرى يقودها المجتمع  على القراءة للبالغين، مثل مبادرة "ملكات القراءة" التي أسستها تريسي جورج من أجل حث النساء على القراءة. تقول تريسي "عندما جئت إلى الدوحة بدأت أسأل عن أقرب ناد للكتب وظل الجميع يقول: ماذا؟ ما هذا؟ قلت حسنًا لنؤسس واحدا". تلتقي الآن "ملكات القراءة" مرة واحدة شهريًا لمشاركة أفكارهن حول كتاب اخترن بشكل جماعي قراءته

من خلال الكتب التي تقرأها أعضاء المجموعة يتمكن من توسيع معارفهن واستكشاف عوالم جديدة.

وتقول كرستينا لينغ وهي عضوة في ناد ملكات القراءة "إن الناس اليوم يميلون لقراءة ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الكتب الحقيقية لذلك أعتقد أننا كمحبي كتب يجب أن نشجع الآخرين على قراءة الكتب أيضًا.. لأن القراءة طريقة مدهشة ونشطة لفهم العالم

إحدى الكاتبات اللواتي قد تغيرن مفهوم الكتابة في قطر هي كومام المعاضيد، أول كاتبة للفانتازيا باللغة الإنجليزية في قطر. التقت يورونيوز بالكاتبة لمناقشة العوالم السحرية التي تؤلفها للمساعدة في التغلب على صراعاتها الشخصية وكان معها هذا الحوار التالي: يورونيوز: كومام تتحدثين بصراحة شديدة عن الصحة العقلية وتقولين إن الاكتئاب استولى على روحك تتناولين في روايتك الأولى "الوردة الضائعة" "The Lost Rose" هذا الموضوع، كيف قررت تحويل هذا الوضع إلى كتابة

كومام المعاضيد: لأن القصة يجب أن تخرج للعلن لقد استمتعت بكتابتها ولكن بعد ذلك ... كنت خائفة جدًا من إصدارها لأن الناس سيعرفون أن هذا هو ما يدور في ذهني. ولكن بعد ذلك قلت سأقوم بإصدارها يجب أن تصدر وسأساعد الناس، لأن معرفتي بأنني مصابة بالاكتئاب ساعدني تمامًا وغير حياتي لأنني كنت أعرف أن شيئًا ما كان خطأ وأنا أعرف كيف أصلحه. المعرفة قوة لذا أردت أن أعطي ذلك للناس. يورونيوز: قلت إن العوالم السحرية التي تصنعيها تمنحك الشجاعة لمواجهة شياطينك. كيف ذلك؟ كومام المعاضيد: لنتخيل أنك مصاب بالاكتئاب فإنك تتخيله على أنه مخلوق مثل قطة أو شيء ما وتتحدث إليه وتفهمه . أنت بطريقة ما تأنسنه لذا من السهل عليك التعامل معه

دائمًا ما يكون المجهول هو الذي يخيف الناس لذلك بالنسبة لي إنه فقط شيء عشت معه مع قراءة الكتب، مثل مع هاري بوتر، وسيد الخواتم. اكتشفت أنها أداة فعلية فلماذا لا أعطي قصتي هذا النوع من الأدوات من أجل الناس؟ وإحدى اللحظات المفضلة لدي في حياتي المهنية عندما أتت إلي إحدى المراهقات وقالت لي لقد ساعدتني في التعامل مع اكتئابي وقلت هذه غايتي هذا هو هدفي. يورونيوز: قلت إن الكتابة أعطتك الشجاعة للبحث عن موارد أفضل، كيف تعتقدين أنه يمكن معالجة قضايا الصحة النفسية بشكل أفضل في هذه المنطقة

كومام المعاضيد: أعتقد أن الأمر تغير كثيرًا عن الأيام التي كنت فيها في الجامعة أعوام 2008 و2009 كلما عرفت أكثر كلما شعرت بتحسن لأنه على سبيل المثال إذا كنت مصابًا بالإنفلونزا أو شيء من هذا القبيل، إذا كنت لا تعرف ما إذا كان فيروس كورونا أو مجرد إنفلونزا موسمية، فلن تعرف نوع الدواء الذي تحتاجه. لذا فهو نفس الشيء بالنسبة للصحة العقلية وكلما قمنا بتطبيعها وقلنا أنها أمر عادي، وأننا نعاني من مشاكل مع الصحة العلقية كلما حصلنا على المساعدة التي نحتاجها يورونيوز: عندما قررت نشر قصصك كانت لديك شكوك، كنت قلقة بشأن تعريض عقلك وروحك للحكم على كتاباتك، هل ما زالت لديك شكوك ككاتبة؟ وكيف تم استقبال أعمالك

كومام المعاضيد: أتذكر كنت خائفة جدا، كان الأمر قبل أسبوع من بدء روايتي الأولى ... كان من المفترض أن تصدر لأول مرة وكنت أقول ربما لن يعجب الناس بحقيقة أنني أكتب الفنتازيا ويرونه نوعا قادما من العصور الوسطى من النمط الأوروبي، أيضًا أنا أكتب باللغة الإنجليزية، أقدم نوعا جديدا تمامًا من الكتابة هنا في الدوحة. لذلك كنت أخشى الحكم علي، لكن في اللحظة التي صدرت فيها الرواية معظم الناس الذين هم في الواقع قرّائي من الشباب والمراهقين وأشخاص في العشرينات من العمر، تلقوها بشكل جيد وكنت سعيدة جدًا، وقال بعضهم لقد فتحت الباب لنا للكتابة في هذا النوع أيضا ونحن نحب هذه الكتب. يورونيوز: وأخيرًا ما هي الرسالة التي توجهيها لشخص يشاهدك وقد تلهمينه لاتباع خطواتك؟ كومام المعاضيد: لا تفكر في النجاح لا تفكر في أن تصبح كتبك من أكثر الكتب مبيعًا، فقط كن صادقًا في قصتك. اجلس واكتب وبعد ذلك كل شيء سيأتي.

0 Comments: