تطرح الهزة الأرضية التي تعرضت لها الكويت أمس 4 يونيو، سؤالاً حول أن منطقة الخليج العربي لم تعد بمنأى عن خطر الزلازل ، وسجّلت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل، الأحد ، زلزالاً بلغت شدّته 5 درجات على مقياس ريختر، لكنه لم يتسبّب بأضرار، وفقاً للسلطات.
ويعد هذا الزلزال الأقوى في تاريخ الكويت وربما في منطقة الخليج ككل، حيث وقع جنوب غربي منطقة الأحمدي، ودفع بعض المواطنين والمقيمين للهرع إلى الساحات، و لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية عبد الله العنزي، أنها المرة الأولى التي يحصل فيها زلزال بهذه القوة في حقل برقان، لافتاً إلى أن الزلزال وقع له تابعان، الأول بقوة 2.6 درجة، والثاني بـ 1.9 درجة على مقياس ريختر.
وأثار الزلزال مخاوف لدى الكويتيين والخليجيين بشكلٍ عام، من أن المنطقة ليست بعيدة عن خطر الزلازل ، وبشكل عام، تصنف سلطنة عمان في المرتبة الأولى في قائمة أكثر الدول الخليجية تسجيلاً لهزات أرضية تليها الإمارات والكويت والسعودية والبحرين ، فيما تحتل قطر المرتبة الأخيرة كأقل دول الخليج تعرضاً لهزات أرضية خلال العام الماضي.
ويقول أستاذ علم الجيولوجيا في الكويت د.عبد السميع بهبهاني، إن الزلزال الأخير (4 يونيو)، "غير متناسق مع الموقع الجيولوجي الطبيعي للكويت"، مرجحاً وقوع الزلزال بسبب صناعة بشرية قد تتعلق بالتكسير الهيدروليكي لمكامن النفط أو ضخ مياه في مكامن النفط.
وهو ما يؤكده رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض د. عبدالله العمري أنّ ما حدث في الكويت ليس زلزالاً إنما "هزة أرضية" نتيجة النشاطات في المناطق البترولية بعد سحب كميات من البترول دون تعويضها بما يكفي من المياه؛ مما أدى إلى ارتجاجات في القشرة الأرضية.
ويضيف أن هذه الحالة متكررة وحدثت في المكسيك، والنرويج، وولاية تكساس الأميركية، لا سيما وأن عمق الزلازل خمسة كم وهذا العمق هو عمل وتأثير الإنسان على الطبيعة، مبيناً في ذات السياق إذا كانت الهزة على أكثر من هذا العمق فهي نتيجة حركات أرضية أو صدوع ، ونفى الدكتور العمري، وجود صدوع نشطة في دول الخليج العربي لوجودها في مناطق رسوبية، أما المناطق النشطة فهي على سبيل المثال المناطق الواقعة على خليج العقبة وإيران، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ دول الخليج بعيده عن (الحزام الألبي) النشط بركانياً.
0 Comments: