السبت، 28 مايو 2022

بلدية ميلانو تستعد لترميم بيت العماليق

بيت العماليق

 تستعد بلدية ميلانو لبدء حملة ترميم واسعة للبنايات التاريخية فيها وعلى رأسها كازا ديلي أومينوني أو بيت العماليق ، يعتبر بيت العماليق من أهم المعالم المعمارية في مدينة ميلانو ويرجع تاريخ بنائه لعام 1565 ميلادي أي من نحو خمسمائة عام لكن تصميمه يعود لما قبل هذا التاريخ بعشرين عاما حيث صممه المهندس الإيطالي الشهير (ليون ليوني) ليسكن هو نفسه فيه وتميزه تلك التماثيل الثمانية العملاقة لرجال كهول، وهي تمثل في الغالب شخصية أطلس وهو أحد العماليق في التراث الكلاسيكي.

 ويصور دائما يحمل السحاب على ظهره، وهذه المنحوتات الثمانية العملاقة قام بنحتها النحات الشهير أيضا أنطونيو أبونديو والذي كان لها باعها طويلا في القرن السادس عشر في فن النحت والعمارة وبالأخص زخرفة المباني، كما قام أبونديو بنحت لوحة حجرية ضخمة في منتصف الأفريز تمثل أسدين يفترسان أحد فتيان الغاب أو (الساتير) وعلى الرغم من أن هذه اللوحة تيمة زخرفية ونحتية محببة وانتشرت في الكثير من الأبنية منذ عصر الباروك وحتى أواخر القرن التاسع عشر إلا أنها ربما ترمز هنا لعائلة المهندس (ليوني) حيث تعني اسم عائلته كلمة الأسد.

يعتبر الطراز المعماري لبيت العماليق أو (كازا ديل أومينوني) من طراز عصر الباروك الأول على الرغم من أنه يبتعد كثيرا عن طراز عصره وهذا ما جعل بعض المؤرخين ينسبونه لطراز الباروك المتأخر، لكن نستطيع أن نعتبره طرازا خاصا تهيمن عليه نزعة مايكل أنجلو أعظم نحاتي عصر النهضة مما يجعل المنزل قطعة نحتية بالطراز الأول، يتميز أعلى بيت العماليق بأفريز سفلي محيط بالبناء على شكل زخارف وردية ويتخللها بالتناوب مجموعة من المرافق كل مرفق على شكل ورقة من وريقات نبات الأكانثا.

 كما يتميز الأفريز العلوي بمجموعة من التماثيل النصفية لنساء ينظرن إلى أسفل باتجاه منحوتات العماليق الضخمة. وربما هذا الزخم من التنوع النحتي والزخرفي هو الذي جعل المؤرخ الفني والمهندس الكبير جورجيو فاساري أن يقول عن القصر (إنه مليء بالاختراعات والابتكارات الجميلة) لكن أيضا قد تحتمل كلمات فاساراي التهكم على الطراز الهجين للقصر.

سكن القصر ليون ليوني ثم ابنه بومبي ليوني لكن بعد وفاة بومبي قرر زوج ابنته أن بيع القصر وتناوب على سكنه أشهر العائلات الإيطالية مثل عائلة بوتزا وعائلة بيسانا كما كان مقرا لإحدى شركات التسجيلات الكبرى حتى انه كان في فترة العشرينيات مقرا للحزب الفاشي وأدخلت بعض التعديلات على المبنى في القرن التاسع عشر والقرن العشرين من بينها شرفات حديدية فوق عتب الدور الأول. لكن يظل بيت العماليق أحد أشهر البنايات التي تحكي وتخبئ ورائها تاريخا وحكايات وعصورا.

0 Comments: