أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن لدى دولة قطر قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتكون شريك سلام وأمن موثوقا به في المنطقة والعالم، قائلا «لقد كنا دولة ميسرة ودولة وسيط بين مختلف الأطراف المتصارعة، وأثبتنا نجاحنا لعقود في هذا المجال.. إنه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لقطر في هذا المجال وهي مواصلة السير في هذا الطريق».
يأتى ذلك بعد مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجلسة النقاشية ضمن أعمال منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ومعالي السيد سباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا. لتؤكد اهتمام دولة قطر بهذا المنتدى الاقتصادي الدولي حيث أوضح سمو الأمير المفدى، خلال الجلسة، أن دولة قطر من أكبر المستثمرين الأجانب في روسيا باستثمارات متنوعة تصل لأكثر من 13 مليار دولار، متطلعا سموه إلى مضاعفتها مستقبلا، ومؤكدا ثقة قطر في الاقتصاد الروسي، كما أشار سموه إلى أن السياحة المتبادلة بين البلدين تضاعفت خلال السنة الثقافية القطرية الروسية المشتركة عقب كأس العالم 2018.
وفي مجال مستقبل الطاقة، أوضح سموه أن قطر تلعب دورا كبيرا في توزيع الغاز في أنحاء العالم وتستثمر فيه استثمارات ضخمة، مشيرا إلى أن إنتاجها من الغاز سيزيد بنسبة 40 في المائة مع عام 2026، وأن قطر تتعاون مع شركات عالمية في الطاقة بما فيها شركة روسنفت، مبينا سموه أن قطر ستستضيف في الأشهر القادمة مؤتمرا للدول المصدرة للغاز لبحث مستجدات الطاقة النظيفة والتعاون في هذا المجال. وقد وجد حديث سموه حول مسؤولية قطر الكبيرة تجاه البيئة كدولة تعتمد على الغاز والطاقة، ولذا كانت الركيزة الرابعة من ركائز رؤية قطر الوطنية تتعلق بالبيئة وحمايتها. ويمثل هذا التوجه صمام أمان أمام الاستثمارات الدولية في المنابر الدولية.
وقد انعكست تأكيدات سمو الأمير على تصريحات ممثلي الشركات الكبرى في المنتدى، حيث أبدوا رغبتهم في تطوير الاستثمارات القائمة والدخول في استثمارات جديدة تعزز هذه العلاقات وتدفعها إلى مستويات غير مسبوقة تعود بالنفع على الشعبين. وأبدى المشاركون في المنتدى ارتياحهم لما قامت به دولة قطر خلال السنوات الأخيرة بتطوير وإجراء تعديلات محورية على العديد من التشريعات التي تعزز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما أسهم في خلق بيئة جـاذبـة للاستثمار. وزيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات أخرى من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي. والاستجابة إلى متطلبات الأسواق العالمية.
المشاركة القطرية في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي جاءت قوية ومعبرة عن الفرص الاستثمارية التي تملكها الدولة والتي تشمل مجالات البنية التحتية والمواصلات والطرق والطاقة والتبادل التجاري والخدمات المختلفة. وكان المنتدى فرصة لتعريف المجتمع الدولي بالتراث القطري وملامح الحياة الاجتماعية والتراث الحضاري ولعل من أبرز النتائج الإيجابية لهذا النشاط التوقيع على اتفاق بين مكتبة قطر ومتحف بطرس الأكبر للأنثروبولوجيا.
ولفت جناح الدوحة الأنظار بما احتواه من أنشطة تعبر عن تفاصيل المجتمع القطري وحياته والفعاليات التي شاهدها الضيوف، ومن بينها 14 فيلما عرضها الدوحة للأفلام.
النسخة الرابعة والعشرون لمنتدى سانت بطرسبورغ كانت ناجحة وقد أضفى عليها الحضور القطري اللافت مزيدا من الألق والنجاح بفضل المساهمة الجادة والمتنوعة وبما تم عرضه من مشروعات وأفكار ورؤى لتعزيز العلاقات.
0 Comments: